قبل عيد الميلاد العام الماضي، أعلنت الحكومة الإيطالية عن تطبيق أمر إلزامي بارتداء الكمامات، مما يتطلب من الناس ارتداء الكمامات في الهواء الطلق، وارتداء أقنعة FFP2 القياسية عند دخول الأماكن المغلقة مثل المسارح والملاعب ووسائل النقل العام.

توصلت وزارة الصحة التابعة للحكومة الإيطالية إلى اتفاق مع تحالف الصيدليات الإيطالي الكبير، وستطبق الصيدليات سعرًا رسميًا موحدًا لا يتجاوز 0.75 يورو عند البيع أقنعة الوجه FFP2 .

ومع ذلك، ووفقًا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، يتراوح سعر كمامات FFP2 في بعض المدن الإيطالية الصغيرة وصيدليات المطارات بين 1.8 و2 يورو للكمامة. كما أن هناك صيدليات لا تلتزم إلا بسعر البيع الرسمي عند البيع بكميات كبيرة. وصرح مسؤول إحدى الصيدليات في مقابلة إعلامية بأن الارتفاع الأخير في طلب الزبائن على الكمامات وارتفاع تكلفة الشراء من الصيدليات.

في أجزاء أخرى من أوروبا، يستمر تفشي المرض بسبب الانتشار المتسارع لسلالة أوميكرون. في مواجهة تفشي الوباء، شددت حكومات العديد من الدول إجراءات الوقاية والسيطرة. وطبقت إسبانيا والبرتغال واليونان وفرنسا والنمسا وغيرها أوامر أكثر صرامة بارتداء الكمامات في بعض المناطق أو في جميع أنحاء البلاد، على أمل استخدام هذه الوسيلة الفعالة للحد من تأثير الوباء على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى التطعيم ضد فيروس كورونا الجديد.

عندما سُئل عما إذا كان ارتداء الكمامات الإلزامي في الهواء الطلق يمكن أن يساعد في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، أجاب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: "بالطبع يساعد. هذا ليس ما قلته، إنه مثبت علميًا".

وقال نينو كاتابيلوتا، رئيس مؤسسة جيمبي الطبية الإيطالية، إن تجربة المملكة المتحدة أظهرت الحاجة إلى تعزيز نظام ارتداء الأقنعة.

بعد أن خففت المملكة المتحدة إجراءات الوقاية من الأوبئة بشكل كامل في يوليو 2021، ظل عدد الحالات المؤكدة الجديدة في البلاد مرتفعًا في يوم واحد. ومنذ ظهور سلالة فيروس كورونا الجديدة المتحورة "أوميكرون"، استمر عدد الحالات المؤكدة الجديدة في المملكة المتحدة في الارتفاع بشكل حاد، مسجلاً أرقامًا قياسية جديدة لمرات عديدة منذ تفشي الوباء.

قال كاتابيلوتا إنه بعد تخفيف الحكومة البريطانية قيود الوقاية من الأوبئة، انخفض استخدام الكمامات بشكل ملحوظ. وأضاف: "على الرغم من أن المملكة المتحدة من أوائل دول العالم التي بدأت التطعيم، إلا أن وضعها الوبائي الحالي يُظهر أن اللقاحات وحدها لا تكفي لمواجهة الوباء".

ذكّرت ماريا فان كيركهوفر، المديرة الفنية لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، مؤخرًا بأنه من غير المرجح أن تكون سلالة أوميكرون هي السلالة المتحورة الأخيرة. ورغم وجود أدلة على أن سلالة أوميكرون أقل حدة، فإن هذا لا يعني أنها خفيفة. ودعت الجمهور إلى مواصلة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتحسين التهوية أثناء التطعيم.